Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: في يَوْمِ عَرَفَةَ

في يَوْمِ عَرَفَةَ ذَا الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ، رَبَّ الاَْرْبابِ، وَ اِلهَ كُلِّ مَأْلوُه، وَخالِقَ كُلِّ مَخْلُوق، وَوارِثَ كُلِّ شَيْء، «لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌاَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَديعَ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، »([46])، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْء، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء مُحيطٌ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء رَقيبٌ.

اَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الاَْحَدُ الْمُتَوَحِّدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الْكَريمُ الْمُتَكَرِّمُ، الْعَظيمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْكَبيرُ الْمُتَكَبِّرُ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الْعَلِيُّ الْمُتَعالِ، الشَّديدُ الِْمحالِ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، الْعَليمُ الْحَكيمُ. وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، السَّميعُ الْبَصيرُ، الْقَديمُ الْخَبيرُ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الْكَريمُ الاَْكْرَمُ، الدّائِمُ الاَْدْوَمُ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الاَْوَّلُ قَبْلَ كُلِّ اَحَد، وَالاْخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الدّاني في عُلُوِّهِ، وَالْعالي في دُنُوِّهِ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، ذُو الْبَهآءِ وَالْمَجْدِ، وَالْكِبْرِياءِ وَالْحَمْدِ.

وَاَنْتَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، الَّذي اَنْشَأْتَ الاَْشْياءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخ، وَصَوَّرْتَ ما صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثال، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلاَ احْتِذآءِ.

اَنْتَ الَّذي قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْديراً، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَيْسيراً، وَدَبَّرْتَ ما دُونَكَ تَدْبيراً، اَنْتَ الَّذي لَمْ يُعِنْكَ عَلى خَلْقِكَ شَريكٌ، وَلَمْ يُوازِرْكَ في اَمْرِكَ وَزيرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشاهِدٌ وَلا نَظيرٌ.

اَنْتَ الَّذي اَرَدْتَ فَكانَ حَتْماً ما اَرَدْتَ، وَقَضَيْتَ فَكانَ عَدْلاً ما قَضَيْتَ، وَحَكَمْتَ فَكانَ نِصْفاً ما حَكَمْتَ.

اَنْتَ الَّذي لا يَحْويكَ مَكانٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطانِكَ سُلْطانٌ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهانٌ وَلا بَيانٌ.

اَنْتَ الَّذي اَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْء اَمَداً، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْديراً.

اَنْتَ الَّذي قَصُرَتِ الاَْوْهامُ عَنْ ذاتِيَّتِكَ، وَعَجَزَتِ الاَْفْهامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ، وَلَمْ تُدْرِكِ الاَْبْصارُ مَوْضِعَ اَيْنِيَّتِكَ.

اَنْتَ الَّذي لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً.

اَنْتَ الَّذي لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعانِدَكَ، وَلا عِدْلَ لَكَ فَيُكاثِرَكَ، وَلا نِدَّ لَكَ فَيُعارِضَكَ.

اَنْتَ الَّذي ابْتَدَأ وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَدَعَ، وَاَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ.

سُبْحانَكَ ما اَجَلَّ شَأْنَكَ! وَاَسْنى فِي الاَْماكِنِ مَكانَكَ! وَاَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَكَ!

سُبْحانَكَ مِنْ لَطيف ما اَلْطَفَكَ! وَرَؤُوف ما اَرْأَفَكَ! وَحَكيم ما اَعْرَفَكَ! سُبْحانَكَ مِنْ مَليك ما اَمْنَعَكَ! وَجَواد ما اَوْ سَعَكَ! وَرَفيع ما اَرْفَعَكَ! ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِياءِ وَالْحَمْدِ.

سُبْحانَكَ بَسَطْتَ بِالْخَيْراتِ يَدَكَ، وَعُرِفَتِ الْهِدايَةُ مِنْ عِنْدِكَ، فَمَنِ الْتمَسَكَ لِدين اَوْ دُنْيا وَجَدَكَ.

سُبْحانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى في عِلْمِكَ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دُونَ عَرْشِكَ، وَانْقادَ لِلتَّسْليمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ. سُبْحانَكَ لا تُحَسُّ، وَلا تُجَسُّ، وَلا تُمَسُّ، وَلا تُكادُ، وَلا تُماطُ، وَلا تُنازَعُ، وَلا تُجارى، وَلا تُمارى، وَلا تُخادَعُ، وَلا تُماكَرُ.

سُبْحانَكَ سَبيلُكَ جَدَدٌ، وَاَمْرُكَ رَشَدٌ، وَاَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ.

سُبْحانَكَ قَوْلُكَ حُكْمٌ، وَ قَضاؤُكَ حَتْمٌ، وَاِرادَتُكَ عَزْمٌ سُبْحانَكَ لا رادَّ لِمَشِيَّتِكَ، وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ.

سُبْحانَكَ باهِرَ الاْياتِ، فاطِرَ السَّمَاواتِ، بارِئَ النَّسَماتِ.

لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومَ بِدَوامِكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يُوازي صُنْعَكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزيدُ عَلى رِضاكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِد، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شاكِر.

حَمْداً لا يَنْبَغي اِلاّ لَكَ، وَلا يُتَقَرَّبُ بِهِ اِلاّ اِلَيْكَ.

حَمْداً يُسْتَدامُ بِهِ الاَْوَّلُ، وَيُسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الاْخِرِ.

حَمْداً يَتَضاعَفُ عَلى كُرُورِ الاَْزْمِنَةِ، وَيَتَزايَدُ اَضْعافاً مُتَرادِفَةً.

حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ اِحْصآئهِ الْحَفَظَةُ، وَيَزيدُ عَلى ما اَحْصَتْهُ في كِتابِكَ الْكَتَبَةُ.

حَمْداً يُوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجيدَ، وَيُعادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفيعَ.

حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوابُهُ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزآء جَزآؤُهُ.

حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ وَباطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فيهِ.

حَمْداً لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلا يَعْرِفُ اَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ.

حَمْداً يُعانُ مَنِ اجْتَهَدَ في تَعْديدِهِ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ اَغْرَقَ نَزْعاً في تَوْفِيَتِهِ.

حَمْداً يَجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَيَنْتَظِمُ ما اَنْتَ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ.

حَمْداً لا حَمْدَ اَقْرَبُ اِلى قَوْلِكَ مِنْهُ، وَلا اَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ.

حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزيدَ بِوُفُورِهِ، وَتَصِلُهُ بِمَزيد بَعْدَ مَزيد طَوْلاً مِنْكَ.

حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَيُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ.

رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفَى، الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ، اَفْضَلَ صَلَواتِكَ، وَبارِكَ عَلَيْهِ اَتَمَّ بَرَكاتِكَ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ اَمْتَعَ رَحَماتِكَ.

رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً زاكِيَةً لا تَكُونُ صَلاةٌ اَزكى مِنْها. وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً لا تَكُونُ صَلاةٌ اَنْمى مِنْها. وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً راضِيَةً لا تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَها.

ربِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُرْضيهِ وَتَزيدُ عَلى رِضاهُ. وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً تُرْضيكَ وَتَزيدُ عَلى رِضاكَ لَهُ. وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا تَرْضى لَهُ اِلاّ بِها، وَلا تَرى غَيْرَهُ لَها اَهْلاً.

ربِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُجاوِزُ رِضْوانَكَ، وَيَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِكَ، وَلا يَنْفَدُ كَما لا تَنْفَدُ كَلِماتُكَ.

ربِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تَنْتَظِمُ صَلَواتِ مَلآئِكَتِكَ وَاَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَاَهْلِ طاعَتِكَ، وَتَشْتَمِلُ عَلى صَلَواتِ عِبادِكَ مِنْ جِنِّكَ وَاِنْسِكَ وَاَهْلِ اِجابَتِكَ، وَتَجْتَمِعُ عَلى صَلاةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَ بَرَأْتَ مِنْ اَصْنافِ خَلْقِكَ.

ربِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، صَلاةً تُحيطُ بِكُلِّ صَلاة سالِفَة وَمُسْتَأنَفَة. وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، صَلاةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذلِكَ صَلَوات تُضاعِفُ مَعَها تِلْكَ الصَّلَواتِ عِنْدَها، وَتَزيدُها عَلى كُرُورِ الاَْيّامِ زِيادَةً في تَضاعيفَ لا يَعُدُّها غَيْرُكَ.

رَبِّ صَلِّ عَلى اَطائبِ اَهْلِ بَيْتِهِ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لاَِمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دينِكَ، وَخُلَفآءَكَ في اَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهيراً بِاِرادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسيلَةَ اِلَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ اِلى جَنَّتِكَ.

ربِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِها مِنْ نِحَلِكَ وَكَرامَتِكَ، وَتُكْمِلُ لَهُمْ الاَْشْيآءَ مِنْ عَطاياكَ وَنَوافِلِكَ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوائِدِكَ وَفَوآئِدِكَ.

رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ صَلاة لا اَمَدَ في اَوَّلِها، وَلا غايَةَ لاَِمَدِها، وَلا نِهايَةَ لاِخِرِها.

رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَما دُونَهُ، وَمِلاَْ سَماواتِكَ وَما فَوْقَهُنَّ، وَعَدَدَ اَرَضيكَ وَما تَحْتَهُنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، صَلاةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضىً، وَمُتَّصِلَةٌ بِنَظائِرِهِنَّ اَبَداً.

اَللّهُمَّ اِنَّكَ اَيَّدْتَ دينَكَ في كُلِّ اَوان بِاِمام اَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ، وَمَناراً في بِلادِكَ بَعْدَ اَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّريعَةَ اِلى رِضْوانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَاَمَرْتَ بِامْتِثالِ اَمِرِهِ، وَالاِْنْتِهآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَاَلاّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلا يَتَاَخَّرَ عَنْهُ مُتَاَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةٌ اللاّئِذينَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنينَ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكينَ، وَبَهاءُ الْعالَمينَ.

اَللّهُمَّ فَاَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ ما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَاَوْزِعْنا مِثْلَهُ فيهِ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاَْعَزِّ، وَاشْدُدْ اَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَراعِهِ بِعَيْنِكَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ، وَانْصُرْهُ بِمَلآئِكَتِكَ، وَاْمدُدْهُ بِجُنْدِكَ الاَْغْلَبِ، وَاَقِمْ بِهِ كِتابَكَ وَحُدُودَكَ وَشَرآئعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ اللّهمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

وَاَحْي بِهِ ما اَماتَهُ الظّالِمُونَ مِنْ مَعالِمِ دينِكَ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَريقَتِكَ، وَاَبِنْ بِهِ الضَّرّآءَ مِنْ سَبيلِكَ، وَاَزِلْ بِهِ النّاكِبينَ عَنْ صِراطِكَ، وَامْحَقْ بِهِ بُغاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وَاَلِنْ جانِبَهُ لاَِوْلِيآئِكَ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلى اَعْدآئِكَ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ، وَاجْعَلْنا لَهُ سامِعينَ مُطيعينَ، وَفي رِضاهُ ساعينَ وَاِلى نُصْرَتِهِ، وَالْمُدافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفينَ، وَاِلَيْكَ وَاِلى رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِذلِكَ مُتَقَرِّبينَ.

اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى اَوْلِيآئِهِمُ الْمُعْتَرِفينَ بِمَقامِهِمُ، الْمُتَّبِعينَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفينَ آثارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكينَ بِعُرْوَتِهِمْ، الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّينَ بِاِمامَتِهِمْ، الْمُسَلِّمينَ لاَِمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدينَ في طاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرينَ اَيّامَهُمُ، الْمادّينَ اِلَيْهِمْ اَعْيُنَهُمُ، الصَّلَواتِ الْمُبارَكاتِ الزّاكِياتِ النّامِياتِ الْغادِياتِ الرّآئِحاتِ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَعَلى اَرْواحِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوى اَمْرَهُمْ، وَاَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ اِنَّكَ اَنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ، وَخَيْرُ الْغافِرينَ، وَاجْعَلْنا مَعَهُمْ في دارِ السَّلامِ بِرَحْمَتِكَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

اَللّهُمَّ هذا يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فيهِ رَحْمَتَك، وَمَنَنْتَ فيهِ بِعَفْوِكَ، وَاَجْزَلْتَ فيهِ عَطِيَّتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ.

اَللّهُمَّ وَاَنَا عَبْدُكَ الَّذي اَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ وَبَعْدَ خَلْقِكَ اِيّاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدينِكَ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وَاَدْخَلْتَهُ في حِزْبِكَ، وَاَرْشَدْتَهُ لِمُوالاةِ اَوْلِيآئِكَ، وَمُعاداةِ اَعْدائِكَ.

ثُمَّ اَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَخالَفَ اَمْرَكَ اِلى نَهْيِكَ، لا مُعانَدَةً لَكَ، وَلاَ اسْتِكْباراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعاهُ هَواهُ اِلى ما زَيَّلْتَهُ وَاِلى ما حَذَّرْتَهُ، وَاَعانَهُ عَلى ذلِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ، فَاَقْدَمَ عَلَيْهِ عارِفاً بِوَعيدِكَ، راجِياً لِعَفْوِكَ، واثِقاً بِتَجاوُزِكَ، وَكانَ اَحَقَّ عِبادِكَ مَعَ ما مَنَنْتَ عَلَيْهِ اَلاّ يَفْعَلَ.

وَها اَنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ صاغِراً ذَليلاً، خاضِعاً خاشِعاً، خائِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظيم مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وَجَليل مِنَ الْخَطايا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجيراً بِصَفْحِكَ، لائذاً بِرَحْمَتِكَ، مُوقِناً اَنَّهُ لا يُجيرُني مِنْكَ مُجيرٌ، وَلا يَمْنَعُني مِنْكَ مانِعٌ.

فَعُدْ عَلَيَّ بِما تَعُودُ بِهِ عَلى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما تَجُودُ بِهِ عَلى مَنْ اَلْقى بِيَدِهِ اِلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِما لا يَتَعاظَمُكَ اَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلى مَنْ اَمَّلَكَ مِنْ غُفْرانِكَ، وَاجْعَلْ لي في هذَا الْيَوْمِ نَصيباً اَنالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوانِكَ، وَلا تَرُدَّني صِفْراً مِمّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبادِكَ، وَاِنَّي وَاِنْ لَمْ اُقَدِّمْ ما قَدَّمُوهُ مِنَ الصّالِحاتِ فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحيدَكَ وَنَفْيَ الاَْضْدادِ وَالاَْنْدادِ وَالاَْشْباهِ عَنْكَ، وَاَتَيْتُكَ مِنَ الاَْبْوابِ الَّتي اَمَرْتَ اَنْ تُؤْتى مِنْها، وَتَقَرَّبْتُ اِلَيْكَ بِما لا يَقْرُبُ اَحَدٌ مِنْكَ اِلاّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ.

ثُمَّ اَتْبَعْتُ ذلِكَ بِالاِْنابَةِ اِلَيْكَ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاِْسْتِكانَةِ لَكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، وَالثِّقَةِ بِما عِنْدَكَ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجآئِكَ الَّذي قَلَّ ما يَخيبُ عَلَيْهِ راجيكَ.

وَسَاَلْتُكَ مَسْئَلَةَ الْحَقيرِ الذَّليلِ، الْبآئِسِ الْفَقيرِ، الْخآئِفِ الْمُسْتَجيرِ، وَمَعَ ذلِكَ خيفَةً وَتَضَرُّعاً وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً، لا مُسْتَطيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرينَ، وَلا مُتَعالِياً بِدالَّةِ الْمُطيعينَ، وَلا مُسْتَطيلاً بِشَفاعَةِ الشّافِعينَ، وَاَنَا بَعْدُ اَقَلُّ الاَْقَلّينَ، وَاَذَلُّ الاَْذَلّينَ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ اَوْ دُونَها.

فَيا مَنْ لَمْ يُعاجِلِ الْمُسيئينَ، وَلا يَنْدَهُ الْمُتَرَفينَ، وَيا مَنْ يَمُنُّ بِاِقالَةِ الْعاثِرينَ، وَيَتَفَضَّلُ بِاِنْظارِ الْخاطِئينَ.

اَنَا الْمُسيئُ الْمُعْتَرِفُ الْخاطِئُ الْعاثِرُ، اَنَا الَّذي اَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً، اَنَا الَّذي عَصاكَ مُتَعَمِّداً، اَنَا الَّذي اسْتَخْفى مِنْ عِبادِكَ وَبارَزَكَ.

اَنَا الَّذي هابَ عِبادَكَ وَاَمِنَكَ، اَنَا الَّذي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ، وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ، اَنَا الْجاني عَلى نَفْسِهِ، اَنَا الْمُرْتَهِنُ بِبَلِيَّتِهِ، اَنَا الْقَليلُ الْحَيآءِ، اَنَا الطَّويلُ الْعَناءِ.

بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ، وَمَنْ نُطْتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِكَ، تَغَمَّدَني في يَوْمي هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَاَرَ اِلَيْكَ مُتَنَصِّلاً، وَعاذَ بِاسْتِغْفارِكَ تآئِباً، وَتَوَلَّني بِما تَتَوَلّى بِهِ اَهْلَ طاعَتِكَ وَالزُّلْفى لَدَيْكَ وَالْمَكانَةِ مِنْكَ، وَتَوَحَّدْني بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ، وَاَتْعَبَ نَفْسَهُ في ذاتِكَ، وَاَجْهَدَها في مَرْضاتِكَ.

وَلا تُؤاخِذْني بِتَفْريطي في جَنْبِكَ، وَتَعَدّي طَوْري في حُدُودِكَ، وَمُجاوَزَةِ اَحْكامِكَ، وَلا تَسْتَدْرِجْني بِاِمْلآئِكَ لِي اسْتِدْراجَ مَنْ مَنَعَني خَيْرَ ما عِنْدَهُ وَلَمْ يَشْرَكْكَ في حُلُولِ نِعْمَتِهِ.

وَنَبِّهْني مِنْ رَقْدَةِ الْغافِلينَ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفينَ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولينَ.

وَخُذْ بِقَلْبي اِلى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقانِتينَ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدينَ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهاوِنينَ.

وَاَعِذْني مِمّا يُباعِدُني عَنْكَ، وَيَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حَظّي مِنْكَ، وَيَصُدُّني عَمّا اُحاوِلُ لَدَيْكَ، وَسَهِّلْ لي مَسْلَكَ الْخَيْراتِ اِلَيْكَ، وَالْمُسابَقَةَ اِلَيْها مِنْ حَيْثُ اَمَرْتَ، وَالْمُشاحَّةَ فيها عَلى ما اَرَدْتَ. وَلا تَمْحَقْني فيمَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفّينَ بِما اَوْعَدْتَ، وَ لا تُهْلِكْني مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضينَ لِمَقْتِكَ، وَلا تُتَبِّرْني فيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفينَ عَنْ سُبُلِكَ.

وَنَجِّني مِنْ غَمَراتِ الْفِتْنَةِ، وَخَلِّصْني مِنْ لَهَواتِ الْبَلْوى، وَاَجِرْني مِنْ اَخْذِ الاِْمْلآءِ، وَحُلْ بَيْني وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّني، وَهَوَىً يُوبِقُني، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُني، وَلا تُعْرِضْ عَنّي اِعْراضَ مَنْ لا تَرْضى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنَ الاَْمَلِ فيكَ فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتكَ، وَلا تَمْنِحْني بِما لا طاقَةَ لي بِهِ فَتَبْهَظَني مِمّا تُحَمِّلُنيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ.

وَلا تُرْسِلْني مِنْ يَدِكَ اِرْسالَ مَنْ لا خَيْرَ فيهِ، وَلا حاجَةَ بِكَ اِلَيْهِ، وَلا اِنابَةَ لَهُ.

وَلا تَرْمِ بي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعايَتِكَ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ، بَلْ خُذْ بِيَدي مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدّينَ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفينَ، وَزَلَّةِ الْمَغْرُورينَ، وَوَرْطَةِ الْهالِكينَ، وَعافِني مِمّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبيدِكَ وَاِمآئِكَ، وَبَلِّغْني مَبالِغَ مَنْ عُنيتَ بِهِ، وَاَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَرَضيتَ عَنْهُ، فَاَعَشْتَهُ حَميداً، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعيداً.

وَطَوِّقْني طَوْقَ الاِْقْلاعِ عَمّا يُحْبِطُ الْحَسَناتِ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكاتِ، وَاَشْعِرْ قَلْبِيَ الاِْزْدِجارَ عَنْ قَبآئِحِ السَّيِّئاتِ، وَفَواضِحِ الْحَوْباتِ.

وَلا تَشْغَلْني بِما لا اُدْرِكُهُ اِلاّ بِكَ عَمّا لا يُرْضيكَ عَنّي غَيْرُهُ، وَانْزِعْ مِنْ قَلْبي حُبَّ دُنْيا دَنِيَّة تَنْهى عَمّا عِنْدَكَ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغآءِ الْوَسيلَةِ اِلَيْكَ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنْكَ.

وَزَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمناجاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَهَبْ لي عِصْمَةً تُدْنيني مِنْ خَشْيَتِكَ، وَتَقْطَعُني عَنْ رُكُوبِ مَحارِمِكَ، وَتَفُكَّني مِنْ اَسْرِ الْعَظآئِمِ.

وَهَبْ لِيَ التَّطْهيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيانِ، وَاَذْهِبْ عَنّي دَرَنَ الْخَطايا، وَسَرْبِلْني بِسِرْبالِ عافِيَتِكَ، وَرَدِّني رِدآءَ مُعافاتِكَ، وَجَلِّلْني سَوابِغَ نَعْمآئِكَ، وَظاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ، وَاَيِّدْني بَتَوْفيقِكَ وَتَسْديدِكَ، وَاَعِنّي عَلى صالِحِ النِّيَّةِ، وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ، وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ.

وَلا تَكِلْني اِلى حَوْلي وَقُوَّتي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَلا تُخْزِني يَوْمَ تَبْعَثُني لِلِقائِكَ، وَلا تَفْضَحْني بَيْنَ يَدَيْ اَوْلِيآئِكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تُذْهِبْ عَنّي شُكْرَكَ، بَلْ اَلْزِمْنيهِ في اَحْوالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاتِ الْجاهِلينَ لاِلآئِكَ، وَاَوْزِعْني اَنْ اُثْنِيَ بِما اَوْ لَيْتَنيهِ، وَاَعْتَرِفَ بِما اَسْدَيْتَهُ اِلَيَّ.

وَاجْعَلْ رَغْبَتي اِلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرّاغِبينَ، وَحَمْدي اِيّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَلا تَخْذُلْني عِنْدَ فاقَتي اِلَيْكَ، وَلا تُهْلِكْني بِما اَسْدَيْتُهُ اِلَيْكَ، وَلا تَجْبَهْني بِما جَبَهْتَ بِهِ الْمُعانِدينَ لَكَ.

فَاِنّي لَكَ مُسَلِّمٌ، اَعْلَمُ اَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ، وَاَنَّكَ اَوْلى بِالْفَضْلِ، وَاَعْوَدُ بِالاِْحْسانِ، وَاَهْلُ التَّقْوى، وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَاَنَّكَ بِاَنْ تَعْفُوَ اَوْلى مِنْكَ بِاَنْ تُعاقِبَ، وَاَنَّكَ بِاَنْ تَسْتُرَ اَقْرَبُ مَِنْكَ اِلى اَنْ تَشْهَرَ.

فَاَحْيِني حَياةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِما اُريدُ، وَتَبْلُغُ ما اُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لا آتي ما تَكْرَهُ، وَلا اَرْتَكِبُ ما نَهَيْتَ عَنْهُ وَاَمِتْني مَيْتَةَ مَنْ يَسْعى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمينِهِ، وَذَلِّلْني بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاَعِزَّني عِنْدَ خَلْقِكَ، وَضَعْني اِذا خَلَوتُ بِكَ، وَارْفَعْني بَيْنَ عِبادِكَ، وَاَغْنِني عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنّي، وَزِدْني اِلَيْكَ فاقَةً وَفَقْراً، وَاَعِذْني مِنْ شَماتَةِ الاَْعْدآءِ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاءِ، وَمِنَ الذُّلِّ وَ الْعَنآءِ، تَغَمَّدْني فيَما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّي بِما يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلا حِلْمُهُ، وَالاْخِذُ عَلَى الْجَريرَةِ لَوْلا اَناتُهُ.

وَاِذا اَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً اَوْ سُوء فَنَجِّني مِنْها لِواذاً بِكَ، وَاِذْ لَمْ تُقِمْني مَقامَ فَضيحَة في دُنْياكَ فَلا تُقِمْني مِثْلَهُ في آخِرَتِكَ، وَاشْفَعْ لي اَوآئِلَ مِنَنِكَ بِاَواخِرِها، وَقَديمَ فَوائِدِكَ بِحَوادِثِها.

وَلا تَمْدُدْ لي مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبي، وَلا تَقْرَعْني قارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهآئي، وَلا تَسُمْني خَسيسَةً يَصْغُرُ لَها قَدْري وَلا نَقيصَةً يُجْهَلُ مِنْ اَجْلِها مَكاني، وَلا تَرُعْني رَوْعَةً اُبْلِسُ بِها، وَلا خِيْفَةً اُوجِسُ دُونَهَا.

اجْعَلْ هَيْبَتي في وَعيدِكَ، وَحَذَري مِنْ اِعْذارِكَ وَاِنْذارِكَ، وَرَهْبَتي عِنْدَ تَلاوَةِ آياتِكَ، وَاعْمُرْ لَيْلي بِايقاظي فيهِ لِعِبادَتِكَ، وَتَفَرُّدي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ، وَتَجَرُّدي بِسُكُوني اِلَيْكَ، وَاِنْزالِ حَوآئِجي بِكَ، وَمُنازَلَتي اِيّاكَ في فَكاكِ رَقَبَتي مِنْ نارِكَ، وَاِجارَتي مِمّا فيهِ اَهْلُها مِنْ عَذابِكَ.

وَلا تَذَرْني في طُغْياني عامِهاً، وَلا في غَمْرَتي ساهِياً حَتّى حين، وَلا تَجْعَلْني عِظَةً لِمَنْ اتَّعَظَ، وَلا نَكالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَلا فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ، وَلا تَمْكُرْ بي فيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ، وَلا تَسْتَبْدِلُ بي غَيْري.

وَلا تُغَيِّرْ لِي اسْماً، وَلا تُبَدِّلْ لي جِسْماً، وَلا تَتَّخِذْني هُزُؤاً لِخَلْقِكَ، وَلا سُخْرِيّاً لَكَ، وَلا تَبَعاً اِلاّ لِمَرْضاتِكَ، وَلا مُمْتَهَناً اِلاّ بِالاِْنْتِقامِ لَكَ.

وَاَوْجِدْني بَرْدَ عَفْوِكَ، وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ وَرَيْحانِكَ وَجَنَّةِ نَعيمِكَ وَاَذِقْني طَعْمَ الْفَراغِ لِما تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِكَ، وَالاِْجْتِهادِ فيما يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَعِنْدَكَ.

وَاَتْحِفْني بِتُحْفَة مِنْ تُحَفاتِكَ، وَاجْعَلْ تِجارَتي رابِحَةً، وَكَرَّتي غَيْرَ خاسِرَة، وَاَخْفِني مَقامَكَ، وَشَوِّقْني لِقآءَكَ، وَتُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لا تُبْقِ مَعَها ذُنُوباً صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً، وَلا تَذَرْ مَعَها عَلانِيَةً وَلا سَريرَةً.

وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْري لِلْمُؤْمِنينَ، وَاعْطِفْ بِقَلْبي عَلَى الْخاشِعينَ، وَكُنْ لي كَما تَكُونُ لِلصّالِحينَ، وَحَلِّني حِلْيَةَ الْمُتَّقينَ، وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْق فِي الْغابِرينَ، وَذِكْراً نامِياً فِي الاْخِرينَ، وَوافِ بي عَرْصَةَ الاَْوَّلينَ، وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَظاهِرْ كَراماتِها لَدَيَّ.

اِمْلاَْ مِنْ فَوآئِدِكَ يَدي، وَسُقْ كَرآئِمَ مَواهِبِكَ اِلَيَّ، وَجاوِرْ بِيَ الاَْطْيَبينَ مِنْ اَوْلِيآئِكَ فِي الْجِنانِ الَّتي زَيَّنْتَها لاَِصْفِيائِكَ، وَجَلِّلْني شَرآئِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقاماتِ الْمُعَدَّةِ لاَِحِبّآئِكَ. وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ مَقيلاً آوي اِلَيْهِ مُطْمَئنّاً، وَمَثابَةً اَتَبَوَّأُها وَاَقَرُّ عَيْناً.

وَلا تُقايِسْني بِعَظيماتِ الْجَرآئِرِ، وَلا تُهْلِكْني «يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ» وَاَزِلْ عَنّي كُلَّ شَك وَشُبْهَة، وَاجْعَلْ لي فِي الْحَقِّ طَريقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة، وَاَجْزِلْ لي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوالِكَ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الاِْحْسانِ مِنْ اِفْضالِكَ.

وَاجْعَلْ قَلْبي واثِقاً بِما عِنْدَكَ، وَهَمّي مُسْتَفْرَغاً لِما هُوَ لَكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خالِصَتَكَ، وَاَشْرِبْ قَلْبي عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقُولِ طاعَتَكَ. وَاجْمَعْ لِيَ الْغِنى وَالْعَفافَ وَالدَّعَةَ وَالْمُعافاةَ وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ وَالطُّمَأْنينَةَ وَالْعافِيَةَ، وَلا تُحْبِطْ حَسَناتي بِما يَشُوبُها مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلا خَلَواتي بِما يَعْرِضُ لي مِنْ نَزَغاتِ فِتْنَتِكَ.

وَصُنْ وَجْهي عَنِ الطَّلَبِ اِلى اَحَد مِنَ الْعالَمينَ، وَذُبَّني عَنِ الِْتماسِ ما عِنْدَ الْفاسِقينَ، وَلا تَجْعَلْني لِلظّالِمينَ ظَهيراً، وَلا لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتابِكَ يَداً وَنَصيراً.

وَحُطْني مِنْ حَيْثُ لا اَعْلَمُ حِياطَةً تَقيني بِها، وَافْتَحْ لي اَبْوابَ تَوْبَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ، وَرِزْقِكَ الْواسِعِ، اِنّي اِلَيْكَ مِنَ الرّاغِبينَ.

وَاَتْمِمْ لي اِنْعامَكَ، اِنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمينَ، وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْري فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغآءَ وَجْهِكَ، يارَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اَبَدَ الاْبِدينَ.
_____________________________________________
[46]. الشورى: 11.
عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org