Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: الصَّحيفَةُ الْكامِلَةُ السَّجادِيَّة

الصَّحيفَةُ الْكامِلَةُ السَّجادِيَّة وَ خَمْسَمِاَئة قِراءَةً عَلَيْهِ، وَاَنَا اَسْمَعُ.
حَدَّثَنا السَّيِدُ الاَْجَلُّ، نَجْمُ الدّينِ، بَهاءُ الشَّرَفِ، اَبُوالْحَسَنِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ اَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَحْيىَ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنيُّ رَحِمَهُ اللهُ قالَ: اَخْبَرَنَا الشَّيْخُ السَّعيدُ، اَبُو عَبْدِاللهِ مُحَمَّدُ بْنُ اَحْمَدَ بْنِ شَهْرِيارَ، الْخازِنُ لِخَزانَةِ مَوْلانا اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب(عليه السلام)، في شَهْرِ رَبيعِ الاَْوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ
قالَ: سَمِعْتُها عَلَى الشَّيْخِ الصَّدُوقِ، اَبي مَنْصُور مُحَمَّدِ بْنِ اَحْمَدَ بْنِ عَبْدِالْعَزيزِ الْعُكْبَرِيِّ الْمُعَدَّلِ رَحِمَهُ اللهُ. عَنْ اَبِي الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبانِيِّ

قالَ: حَدَّثَنا الشَّريفُ، اَبُو عَبْدِاللهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب(عليهم السلام)
قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُاللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطّاب الزَّيّاتُ سَنَةَ خَمْس وَسِتّينَ وَمِاَتَيْنِ، قالَ: حَدَّثَني خالي عَلِيُّ بْنُ النُّعْمانِ الاَْعْلَمُ قالَ: حَدَّثَني عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّل الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ، عَنْ اَبيهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هرُونَ.
قالَ: لَقيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ(عليه السلام) وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ اِلى خُراسانَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقالَ لي: مِنْ اَيْنَ اَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الحَجِّ. فَسَأَلَني عَنْ اَهْلِهِ وَبَني عَمِّهِ بالمَدِيْنَةِ، وَأحْفى السؤالَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد(عليه السلام)فَاَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِهِ وَخَبَرِهِمْ، وَحُزْنِهِمْ عَلى اَبِيهِ زَيْدِ بْنِ علي(عليه السلام).
فَقالَ لي: كانَ عَمّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَشارَ عَلى اَبي بِتَرْكِ الْخُرُوجِ، وَعَرَّفَهُ اِنْ هُوَ خَرَجَ وَفارَقَ المَدِيْنةَ ما يكون اَمْرُهُ فَهَلْ لَقيتَ ابْنَ عَمّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد(عليه السلام)؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَهَلْ سَمِعْتَهُ يذْكُرُ مِنْ اَمْري شيئاً؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قالَ: بِمَ ذَكَرَني؟ خَبِّرْني. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِداكَ ما اُحِبُّ اَنْ اَسْتَقْبِلَكَ بِما سَمِعْتُهُ مِنْهُ. فَقالَ: اَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُني؟! هاتِ ما سَمِعْتَهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اِنَّكَ تُقْتَلُ وَتُصلَبُ كَما قُتِلَ اَبُوكَ وَصُلِبَ. «فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ» فَقالَ: (يَمْحُو اللهُ ما يَشآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ)([14]) يا مُتَوَكِّلُ اِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اَيَّدَ هذَا الأمْرَ بِنا وَ جَعَلَ لَنا الْعِلْمَ وَالسَّيْفَ، فَجُمِعا لَنا، وَخُصَّ بَنُو عَمِّنا بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ. فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِداكَ اِنّي رَاَيْتُ النّاسَ اِلَى ابْنِ عَمِّكَ اَمْيَلَ مِنْهُمْ اِلَيْكَ وَاِلى اَبيكَ. فَقالَ: اِنَّ عَمّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَهُ جَعْفَراً(عليه السلام)دَعَوا النّاس اِلَى الْحَياةِ، وَنَحْنُ دَعَوْناهُمْ اِلَى الْمَوْتِ.

فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ أهُمْ اَعْلَمُ اَمْ اَنْتُمْ؟ فَاَطْرَقَ اِلى الاْرضِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَاْسَهُ. وَقالَ: كُلُّنا لَهُ عِلْمٌ، غَيْرَ اَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّ ما نَعْلَمُ، وَلا نَعْلَمُ كُلَّ ما يَعْلَمُونَ. ثُمَّ قالَ لي: هَلْ كَتَبْتَ مِنِ ابْنِ عَمّي شَيْئاً؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: اَرِنيهِ.

فَاَخْرَجْتُ اِلَيْهِ وُجُوهاً مِنَ الْعِلْمِ، وَاَخْرَجْتُ لَهُ دُعاءً اَمْلاهُ عَلَيَّ اَبُو عَبْدِاللهِ ـ (جَعْفَرُ الصّادِقِ رَحَمِهُ اللهُ) ـ وَقالَ اِنَّ اَباهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ(عليهما السلام)اَمْلاهُ عَلَيْهِ، وَاَخْبَرَهُ اَنَّهُ مِنْ دُعآءِ اَبيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(عليهما السلام) مِنْ دُعاءِ «الصَّحيفَةِ الْكامِلَةِ».

فَنَظَرَ فيهِ يَحْيى حَتّى اَتى عَلى آخِرِهِ، وَقَالَ لي: اَتَأْذَنُ لي في نَسْخِهِ؟ فَقُلْتُ: يَابْنَ رَسُولِ اللهِ أتَسْتَاْذِنُ فِيما هُوَ عَنْكُمْ؟ فَقالَ: اَما لأُخْرِجَنَّ اِلَيْكَ صَحيفَةً مِنَ الدُّعآءِ الْكامِلِ مِمّا حَفِظَهُ اَبي عَنْ اَبيهِ، وَاِنَّ أبي اَوْصاني بِصَوْنِها، وَمَنِعْها غَيْرَ اَهْلِها.

قالَ عُمَيْرٌ: قالَ أبي: فَقُمْتُ اِلَيْهِ، فَقَبَّلْتُ رَاْسَهُ، وَقُلْتُ لهُ: واللهِ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ اِنّي لاََدينُ اللهَ بِحُبِّكُمْ وَطاعَتِكُمْ، وَإنّي لاََرْجُو اَنْ يُسْعِدَني في حياتي وَمَمَاتي بِوَلايَتِكُمْ. فَرَمى صَحيفَتي الَّتي دَفَعْتُها اِلَيْهِ اِلى غُلام كانَ معه، وَقالَ: اُكْتُبْ هذَا الدُّعاءَ بِخَطٍّ بَيِّن حَسَن وَاَعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلّي أحْفَظُهُ، فَاِنّي كُنْتُ اَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَر حَفِظَهُ اللهُ فَيَمْنَعُنيهِ.

قالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَنَدِمْتُ عَلى ما فَعَلْتُهُ وَلَمْ اَدْرِ ما اَصْنَعُ، وَلَمْ يَكُنْ اَبُو عَبْدِاللهِ(عليه السلام)تَقَدَّمَ إلَيَّ ألاّ أدْفَعَهُ اِلى اَحَد.

ثُمَّ دَعا بِعَيْبَة فَاسْتَخْرَجَ مِنْها صَحيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً، فَنَظَرَ الى الخَاتَمِ وَقَبَّلَهُ وَبَكى، ثُمَّ فَضَّهُ وَفَتَحَ الْقُفْلَ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحيفَةَ وَوَضَعَها عَلى عَيْنِه وَاَمَرَّها عَلى وَجْهِهِ. وَقالَ: يا مُتَوَكِّلُ وَاللهِ لَوْلا ما ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمّي اِنّني اُقْتَلُ وَاُصْلَبُ لَما دَفَعْتُها اِلَيْكَ وَلَكُنْتُ بِها ضَنيناً. وَلكِنّي اَعْلَمُ اَنَّ قَوْلَهُ حَقٌ، أَخَذَهُ عَنْ آبائِهِ، وَأَنَّهُ سَيَصِحُّ، فَخِفْتُ اَنْ يَقَعَ مِثلُ هذَا الْعِلْمِ اِلى بَني اُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَيَدَّخِرُوهُ في خَزائِنِهِمْ بِها فَاِذا قَضَى اللهُ مِنْ اَمْري وَأمْرِ هؤلاءِ القَومِ ما هُوَ قاض، فَهِيَ اَمانَةٌ لِي عِنْدَكَ حَتّى تُوصِلَها اِلَى ابْنَيْ عَمّي مُحَمَّد وَاِبْراهيمَ ابْنَيْ عَبْدِاللهِ ابْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بن أبي طالب(عليهما السلام)فَاِنَّهُما الْقائِمانِ في هذا الأمْرِ بَعْدي.

قالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ الصَّحيفَةَ، فَلَمّا قُتِلَ يَحْيِى بن زيْد صِرْتُ اِلَى الْمَدينَةِ، فَلَقيتُ أبا عَبْدِاللهِ(عليه السلام)فَحَدَّثْتُهُ الْحَديثَ عَنْ يَحْيَى، فَبَكى واشْتَدَّ وَجْدَهُ بِهِ، وَقالَ: رَحِمَ اللهُ ابْنَ عَمِّي وَاَلْحَقَهُ بِآبآئِهِ وَأجْدادِهِ، وَاللهِ يا مُتَوَكِّلُ ما مَنَعَني مِنْ دَفْعِ الدُّعآءِ اِلَيْهِ اِلاَّ الَّذي خافَهُ عَلى صَحيفَةِ اَبيهِ، وَأَيْنَ الصَّحيفَةُ؟ قُلْتُ: هذِهِ، فِداكَ اَبي وَاُمّي، فَفَتَحَها فَقالَ: هذا ـ وَاللهِ ـ خَطُّ عَمّي زَيْد وَ دُعآءُ جَدّي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(عليهما السلام)، ثُمَّ قالَ لاِبْنِهِ: يا اِسْماعيلُ قُمْ فَاِتْني بِالدُّعآءِ الَّذي اَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَصَوْنِهِ. فَقامَ اِسْماعيلُ، فَاَخْرَجَ صَحيفَةً كَانَّهَا الصَّحيفَةُ الَّتي دَفَعَها اِلَيَّ يَحْيَى بنْ زَيْد، فَقَبَّلَها أبو عَبْدِاللهِ وَوَضَعَها عَلى عَيْنَيْهِ، وَقالَ: هذا خَطُّ اَبي وَاِمْلاءُ جَدّي(عليهما السلام)بِمَشهَد مَنّي. فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ اِنْ رَاَيْتَ اَنْ اُعْرِضَها مَعَ صَحيفةِ زَيْد وَيحيى؟ فَاْذَنَ لي في ذلك، وَقالَ: قَدْ رَأيْتُكَ لِذلِكَ أهلاً. فَنَظَرْتُ وَاِذا هُما أمْرٌ واحِدٌ، وَلَمْ أجدْ حَرْفاً مِنْها يُخالِفُ ما في الصّحيفَةِ الأُخرى. ثُمَّ اَسْتَأْذَنْتُ اَبا عَبْدِاللهِ(عليه السلام)في دَفْعِ الصَّحيفَةِ اِلى اَبْنَيْ عَبْدِاللهِ بْنِ الْحَسَنِ. فَقالَ: (اِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ اَنْ تُؤَدُّو الاَْماناتِ اِلى اَهْلِها)([15]) نَعَمْ إدْفَعْها إليهِما.

فَلَمّا نَهَضْتُ لِلِقآئِهِما، قالَ: لي مَكانَك. ثُمَّ وَجَّهَ اِلى مُحَمَّد وَاِبْراهيمَ فَجَآءا فَقالَ: هذا ميراثُ ابْنِ عَمِّكُما يَحْيى مِنْ اَبيهِ خَصَّكُما بِهِ دُونَ اِخْوَتِهِ وَنَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُما فيهِ شَرْطاً. فَقالا: رَحِمَكَ اللهُ، قُل فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ، فَقالَ: لا تَخْرِجا بهذِهِ الصَّحيفَةِ مِنَ الْمَدينَةِ. قالا: وَلِمَ ذاكَ؟ قال: اِنَّ ابْنَ عَمِّكُما خافَ عَلَيْها اَمْراً اَخْافُهُ اَنَا عَلَيْكُما. قالا: اِنّما خافَ عَلَيْها حينَ عَلَِمَ أنّهُ يُقْتَلُ.

فَقالَ اَبُو عَبْدِاللهِ(عليه السلام): وَاَنْتُما فَلا تَأْمَنا، فَوَاللهِ اِنّي لاََعْلَمُ إنَّكُما سَتَخْرُجانِ كَما خَرَجَ وَسَتُقْتَلانِ كَما قُتِلَ. فَقاما وَهُما يَقُولانِ: لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ العَلِيَّ العَظيمِ.

فَلَمّا خَرَجا قالَ لي اَبُو عَبْدِاللهِ(عليه السلام): يا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قالَ لَكَ يَحْيى اِنَّ عَمّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَراً دَعَوَا النّاسَ اِلَى الْحَياةِ وَدَعَوْناهُمْ اِلَى الْمَوْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ اَصْلَحَكَ اللهُ، قَدْ قالَ لِي ابْنُ عَمِّكَ يَحْيى ذلِكَ. فَقالَ: يَرْحَمُ اللهُ يَحْيى اِنَّ اَبي حَدَّثَني، عَنْ اَبيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ(عليه السلام)اَنَّ رَسُولَ اللهِ(صلى الله عليه وآله)اَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ، وَهُوَ عَلى مِنْبَرِهِ. فَرَأى في مَنامِهِ رِجالاً يَنْزُونَ عَلى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النّاسَ عَلى اَعْقابِهِمُ الْقَهْقَري. فَاسْتَوى رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله)جالِساً وَالْحُزْنُ يُعْرَفُ في وَجْهِهِ. فَاَتاهُ جِبْرئيلُ(عليه السلام)بِهذِهِ الاْيَةِ (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتي اَرَيْناكَ اِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزيدُهُمْ اِلاّ طُغْياناً كَبيراً)([16]) يَعْني: بَني اُمَيَّةَ. فقالَ: يا جِبْرئيلُ اَعَلى عَهْدي يَكُونُونَ وَ في زَمَني؟ قالَ: لا، وَلكِنْ تَدُورُ رَحَى الاِْسْلامِ مِنْ مُهاجَرِكَ، فَتَلْبَثُ بِذلِكَ عَشْراً، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الاِْسْلامِ عَلى رَاْسِ خَمْس وَثَلاثينَ مِنْ مُهاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذلِكَ خَمْساً، ثُمَّ لابُدَّ مِنْ رَحى
ضَلالَة هِيَ قائِمَةٌ عَلى قُطْبِها، ثُمَّ مُلْكُ الْفَراعِنَةِ.

قالَ: وَاَنْزَلَ اللهُ تَعالى في ذلِكَ: (اِنّا اَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما اَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْر)([17]) تَمْلِكُها بَنُو اُمَيَّةَ لَيْسَ فيها لَيْلَةُ الْقَدْرِ.

قالَ: فَاَطْلَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ(عليه السلام) اَنَّ بَني اُمَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطانَ هذِهِ الاُْمَّةِ، وَمُلْكُهَا طُولُ هذِهِ الْمُدَّةِ، فَلَوْ طاوَلَتْهُمُ الْجِبالُ لَطالُوا عَلَيْها حَتّى يَاْذَنَ اللهُ تَعالى بِزَوالِ مُلْكِهِمْ، وَهُمْ في ذلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَداوَتَنا اَهْلَ الْبَيْتِ وَبُغْضَنا. اَخْبَرَ اللهُ نَبِيَّهُ بِما يَلْقى اَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّد وَاَهْلُ مَوَدَّتِهِمْ وَشيعَتُهُمْ مِنْهُمْ في اَيّامِهِمْ وَمُلْكِهِمْ.
قالَ: وَاَنْزَلَ اللهُ تَعالى فيهِمْ: (اَ لَمْ تَرَ اِلَى الَّذينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَاَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ)([18]). وَنِعْمَةُ اللهِ «مُحَمَّدٌ وَاَهْلُ بَيْتِهِ» حُبُّهُمْ ايمانٌ يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفاقٌ يُدْخِلُ النّارَ. فَاَسَرَّ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله)ذلِكَ اِلى عَلِيٍّ وَاَهْلِ بَيْتِهِ.

قالَ: ثُمَّ قالَ اَبُو عَبْدِاللهِ(عليه السلام): «ما خَرَجَ وَلا يَخْرُجُ مِنّا اَهْلِ الْبَيْتِ اِلى قِيامِ قائِمِنا اَحَدٌ لِيَدْفَعَ ظُلْماً اَوْ يَنْعَشَ حَقّاً، اِلاَّ اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ، وَكانَ قِيامُهُ زِيادَةً في مَكْرُوهِنا وَشيعَتَنا».

قالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هارُونَ: ثُمَّ اَمْلى عَلَيَّ اَبُو عَبْدِاللهِ(عليه السلام)الاَْدْعِيَةَ وَهِيَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ باباً، سَقَطَ عَنّي مِنْها اَحَدَ عَشَرَ باباً، وَحَفِظْتُ مِنْها نَيِّفاً وَسِتّينَ باباً.

وَحَدَّثَنا اَبُو الْمُفَضَّلِ قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رُوزْبِهْ اَبُو بَكْر الْمَدائِنيُّ الْكاتِبُ نَزيلُ الرَّحْبَة في دارِهِ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ اَحْمَدَ بْنِ مُسْلِم الْمُطَهَّرِيُّ، قالَ حَدَّثَني اَبي، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مُتَوَكِّل الْبَلْخِي، عَنْ اَبيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هارُونَ، قالَ: لَقيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْد بْنِ عَلِيٍّ(عليهما السلام).
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمامِهِ اِلى رُؤْيَا النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله)الَّتي ذَكَرَها جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد، عَنْ آبائِهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ.

وَفي رِوايَةِ الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الاَْبْوابِ وهي «54» باباً تؤلّف بِمجموعها الصحيفة السّجادية الكاملة.
____________________________________________________________
[14]. الرعد: 39.
[15]. النساء: 58.
[16]. الاسراء: 60.
[17]. القدر: 1 ـ 3.
[18]. ابراهيم: 28.
عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org