Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: في وِداعِ شَهْرِ رَمَضانَ

في وِداعِ شَهْرِ رَمَضانَ اَللّهُمَّ يا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزآءِ، وَيا مَنْ لا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطآءِ، وَيا مَنْ لا يُكافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوآءِ، مِنَّتُكَ ابْتِداءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وَقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ، اِنْ اَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطآءَكَ بِمَنٍّ، وَاِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً، تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَاَنْتَ اَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ، وَتُكافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَاَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ.
تَسْتُرُ عَلى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ، وَتَجُودُ عَلى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَكِلاهُما اَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضيحَةِ وَالْمَنْعِ غَيْرَ اَنَّكَ بَنَيْتَ اَفْعالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وَاَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصاكَ بِالْحِلْمِ، وَاَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِه بِالظُّلْمِ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِاَناتِكَ اِلَى الاِْنابَةِ، وَتَتْرُكُ مُعجَلَتَهُمْ اِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هالِكُهُمْ، وَلا يَشْقى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ اِلاّ عَنْ طُولِ الاِْعْذارِ اِلَيْهِ، وَبَعْدَ تَرادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ، كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يا كَريمُ، وَعائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يا حَليمُ.
اَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً اِلى عَفْوِكَ، وَسَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، وَجَعَلْتَ عَلى ذلِكَ الْبابِ دَليلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاّ يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ، تَبارَكَ اسْمُكَ: «تُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ اَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّات تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهارُ، يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذينَ آمَنُوا مَعَهُ نُوُرُهُمْ يَسْعى بَيْنَ اَيْديهِمْ وَبِاَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اَتْمِمْ لَنا نُورَنا، وَاغْفِرْ لَنا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ»([39]). فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ ذلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبابِ، وَاِقامَةِ الدَّليلِ؟!
وَاَنْتَ الَّذي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلى نَفْسِكَ لِعِبادِكَ، تُريدُ رِبْحَهُمْ في مُتاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفادَةِ عَلَيْكَ، وَالزِّيادَةِ مِنْكَ، فَقُلْتَ، تَبارَكَ اسْمُكَ وَتَعالَيْتَ: «مَنْ جآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ اَمْثالِها وَمَنْ جآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى اِلاّ مِثْلَها»([40]) وَقُلْتَ: «مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقُونَ اَمْوالَهُمْ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّة اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَة مِائَةُ حَبَّة وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ»([41]) وَقُلْتَ: «مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ اَضْعافاً كَثيرَةً»([42]). وَما اَنْزَلْتَ مِنْ نَظآئِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضاعيفِ الْحَسَناتِ.

وَاَنْتَ الَّذي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ، وَتَرْغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُمْ عَلى ما لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ اَبْصارُهُمْ، وَلَمْ تَعِهِ اَسْماعُهُمْ، وَلَمْ تَلْحَقْهُ اَوْهامُهُمْ، فَقُلْتَ: «اذْكُرُوني اَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لي وَلا تَكْفُرُونِ»([43]) وَقُلْتَ: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ اِنَّ عَذابي لَشَديدٌ»([44]).

وَقُلْتَ: «اُدْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ اِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ»([45]) فَسَمَّيْتَ دُعاءَكَ عِبادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْباراً، وَتَوَعَّدْتَ عَلى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ، فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ، وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَدَعَوْكَ بِاَمْرِكَ، وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزيدِكَ، وَفيها كانَتْ نَجاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزُهُمْ بِرِضاكَ، وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلى مِثْلِ الَّذي دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبادَكَ مِنْكَ، كانَ مَوْصُوفاً بِالاِْحْسانِ، وَمَنْعُوتاً بِالاِْمْتِنانِ، وَمَحْمُوداً بِكُلِّ لِسان.

فَلَكَ الْحَمْدُ ما وُجِدَ في حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَما بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَمَعْنىً يَنْصَرِفُ اِلَيْهِ، يا مَنْ تَحَمَّدَ اِلى عِبادِهِ، بِالاِْحْسانِ وَالْفَضْلِ، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، ما اَفْشى فينا نِعْمَتَكَ، وَاَسْبَغَ عَلَيْنا مِنَّتَكَ! وَاَخَصَّنا بِبِرِّكَ! هَدَيْتَنا لِدينِكَ الَّذي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِكَ الَّتي ارْتَضَيْتَ، وَسَبيلِكَ الَّذي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَالْوُصُولَ اِلى كَرامَتِكَ.

اَللّهُمَّ وَاَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفايا تِلْكَ الْوَظآئِفِ، وَخَصآئِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سآئِرِ الشُّهُورِ، وَتَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَميعِ الاَْزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، وَآثَرْتَهُ عَلى كُلِّ اَوْقاتِ السَّنَةِ بِما اَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ، وَضاعَفْتَ فيهِ مِنَ الاِْيمانِ، وَفَرَضْتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ، وَرَغَّبْتَ فيهِ مِنَ الْقِيامِ، وَاَجْلَلْتَ فيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي هِيَ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْر.

ثُمَّ آثَرْتَنا بِهِ عَلى سائِرِ الاُْمَمِ، وَاصْطَفَيْتَنا بِفَضْلِهِ دُونَ اَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنا بِاَمْرِكَ نَهارَهُ، وَقُمْنا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وَقِيامِهِ لِما عَرَّضْتَنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَتَسَبَّبْنا اِلَيْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ. وَاَنْتَ الْمَليءُ بِما رُغِبَ فيهِ اِلَيْكَ، الْجَوادُ بِما سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَريبُ اِلى مَنْ حاوَلَ قُرْبَكَ.

وَقَدْ اَقامَ فينا هذَا الشَّهْرُ مَقامَ حَمْد، وَصَحِبَنا صُحْبَةَ مَبْرُور، وَاَرْبَحَنا اَفْضَلَ اَرْباحِ الْعالِمينَ، ثُمَّ قَدْ فارَقَنا عِنْدَ تَمامِ وَقْتِهِ، وَانْقِطاعِ مُدَّتِهِ وَوَفآءِ عَدَدِهِ. فَنَحْنُ مُوَدِّعُوُه وِداعَ مَنْ عَزَّ فِراقُهُ عَلَيْنا، وَغَمَّنا وَاَوْحَشَنَا انْصِرافُهُ عَنّا، وَلَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ الْمَحْفُوظُ، وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَالْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قائِلُونَ: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهْرَ اللهِ الاَْكْبَرَ، وَيا عيدَ اَوْلِيائِهِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَكْرَمَ مَصْحُوب مِنَ الاَْوْقاتِ، وَيا خَيْرَ شَهْر فِي الاَْيّامِ وَالسّاعاتِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر قَرُبَتْ فيهِ الاْمالُ، وَنُشِرَتْ فيهِ الاَْعْمالُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرين جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَاَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ اَليف آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَاَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجاوِر رَقَّتْ فيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فيهِ الذُّنُوبُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ ناصِر اَعانَ عَلَى الشَّيْطانِ، وَصاحِب سَهَّلَ سُبُلَ الاِْحْسانِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما اَكْثَرَ عُتَقآءَ اللهِ فيكَ، وَما اَسْعَدَ مَنْ رَعى حُرْمَتَكَ بِكَ! اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَمْحاكَ لِلذُّنُوبِ، وَاَسْتَرَكَ لاَِنْواعِ الْعُيُوبِ! اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمينَ، وَاهْيَبَكَ في صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ! اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر لا تُنافِسُهُ الاَْيّامُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر هُوَ مِنْ كُلِّ اَمْر سَلامٌ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَريهِ الْمُصاحَبَةِ، وَلا ذَميمِ الْمُلابَسَةِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَما وَفَدْتَ عَلَيْنا بِالْبَرَكاتِ، وَغَسَلْتَ عَنّا دَنَسَ الْخَطيئاتِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّع بَرَماً، وَلا مَتْرُوك صِيامُهُ سَأماً. السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوب قَبْلَ وَقْتِهِ، وَمَحْزُون عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوء صُرِف بِكَ عَنّا، وَكَمْ مِنْ خَيْر اُفيضَ بِكَ عَلَيْنا. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي هِيَ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْر. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَحْرَصَنا بِالاَْمْسِ عَلَيْكَ، وَاَشَدَّ شَوْقَنا غَداً اِلَيْكَ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى فَضْلِكَ الَّذي حُرِمْناهُ، وَعَلى ماض مِنْ بَرَكاتِكَ سُلِبْناهُ.

اَللّهُمَّ اِنّا اَهْلُ هذَا الشَّهْرِ الَّذي شَرَّفْتَنا بِهِ، وَوَفَّقْتَنا بِمَنِّكَ لَهُ، حينَ جَهِلَ الاَْشْقِيآءُ وَقْتَهُ، وَحُرِمُوا لِشَقائِهِمْ فَضْلَهُ، اَنْتَ وَلِيُّ ما آثَرْتَنا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنا بِتَوْفيقِكَ صِيامَهُ وَقِيامَهُ عَلى تَقْصير، وَاَدَّيْنا فيهِ قَليلاً مِنْ كَثير. اَللّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ اِقْراراً بِالاِْسآءَةِ، وَاعْتِرافاً بِالاِْضاعَةِ، وَلَكَ مِنْ قُلُوبِنا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ اَلْسِنَتِنا صِدْقُ الاِْعْتِذارِ، فَأْجُرْنا عَلى ما اَصابَنا فيهِ مِنَ التَّفْريطِ، اَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فيهِ، وَنَعْتاضُ بِهِ مِنْ اَنْواعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ، وَاَوْجِبْ لَنا عُذْرَكَ عَلى ما قَصَّرْنا فيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَابْلُغْ بِاَعْمارِنا ما بَيْنَ اَيْدينا مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ الْمُقْبِلِ، فَاِذا بَلَّغْتَناهُ فَاَعِنّا عَلى تَناوُلِ ما اَنْتَ اَهْلُهُ مِنَ الْعِبادَةِ، وَاَدِّنا اِلَى الْقِيامِ بِما يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ، وَاَجْرِ لَنا مِنْ صالِحِ الْعَمَلِ ما يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ.

اَللّهُمَّ وَما اَلْمَمْنا بِهِ في شَهْرِنا هذا مِنْ لَمَم اَوْ اِثْم، اَوْ واقَعْنا فيهِ مِنْ ذَنْب، وَاكْتَسَبْنا فيهِ مِنْ خَطيئَة عَلى تَعَمُّد مِنّا، اَوْ عَلى نِسْيان ظَلَمْنا فيهِ اَنْفُسَنا، اَوِ انْتَهَكْنا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاسْتُرْنا بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنّا بِعَفْوِكَ، وَلا تَنْصِبْنا فيهِ لاَِعْيُنِ الشّامِتينَ، وَلا تَبْسُطْ عَلَيْنا فيهِ اَلْسُنَ الطّاعِنينَ، وَاسْتَعْمِلْنا بِما يَكُونُ حِطَّةً وَكَفّارَةً لِما اَنْكَرْتَ مِنّا فيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتي لا تَنْفَدُ، وَلا فَضْلِكَ الَّذي لا يَنْقُصُ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْبُرْ مُصيبَتَنا بِشَهْرِنا، وَبارِكْ لَنا في يَوْمِ عيدِنا وَفِطْرِنا، وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْم مَرَّ عَلَيْنا اَجْلَبُهُ لِعَفْو، وَاَمْحاهُ لِذَنْب، وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنا وَما عَلَنَ.

اللّهُمَّ اسْلَخْنا بِانْسِلاخِ هذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطايانا، وَاَخْرِجْنا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنا، وَاجْعَلْنا مِنْ اَسْعَدِ اَهْلِهِ بِهِ، وَاَجْزَلِهِمْ قِسْماً فيهِ، وَاَوْفَرِهِمْ حَظّاً مِنْهُ.

اَللّهُمَّ وَمَنْ رَعى هذَا الشَّهْرَ حَقَّ رِعايَتِهِ، وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِها، وَقامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيامِها، وَاتَّقى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقاتِها، اَوْ تَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقُرْبَة اَوْجَبَتْ رِضاكَ لَهُ، وَعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ، فَهَبْ لَنا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَاَعْطِنا اَضْعافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَاِنَّ فَضْلَكَ لا يَغيضُ، وَاِنَّ خَزآئِنَكَ لا تَنْقُصُ بَلْ تَفيضُ، وَاِنَّ مَعادِنَ اِحْسانِكَ لا تَفْنى، وَاِنَّ عَطآءكَ لَلْعَطآءُ الْمُهَنّا.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْتُبْ لَنا مِثْلَ اُجُورِ مَنْ صامَهُ، اَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

اَللّهُمَّ اِنّا نَتُوبُ اِلَيْكَ في يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ عيداً وَسُرُوراً، وَلاَِهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْب اَذْنَبْناهُ، اَوْ سُوء اَسْلَفْناهُ، اَوْ خاطِرِ شَرٍّ اَضْمَرْناهُ، تَوْبَةَ مَنْ لا يَنْطَوي عَلى رُجُوع اِلى ذَنْب، وَلا يَعُودُ بَعْدَها في خَطيئَة، تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالاِْرْتِيابِ، فَتَقَبَّلْها مِنّا، وَارْضَ عَنّا، وَثَبِّتْنا عَلَيْها.

اَللّهُمَّ ارْزُقْنا خَوْفَ عِقابِ الْوَعيدِ، وَشَوْقَ ثَوابِ الْمَوْعُودِ حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدْعُوكَ بِهِ، وَكَآبَةَ ما نَسْتَجيرُكَ مِنْهُ، وَاجْعَلْنا عِنْدَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ اَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُراجَعَةَ طاعَتِكَ، يا اَعْدَلَ الْعادِلينَ.

اَللّهُمَّ تَجاوَزْ عَنْ آبائِنا وَاُمَّهاتِنا وَاَهْلِ دينِنا جَميعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد نَبِيِّنا وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى مَلآئِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى اَنْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، صَلاةً تَبْلُغُنا بَرَكَتُها، وَيَنالُنا نَفْعُها، وَيُسْتَجابُ لَها دُعآؤُنا، اِنَّكَ اَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ اِلَيْهِ، وَاَكْفى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، وَاَعْطى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ.
_____________________________________________
[39]. التحريم: 8.
[40]. الأنعام: 160.
[41]. البقرة: 261.
[42]. البقرة: 245.
[43]. البقرة: 152.
[44]. ابراهيم: 7.
[45]. غافر: 60.
عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org